ساعة الذئب

بسم الله الرحمن الرحيم
إنها الساعة التي تتغير فيها نواميس حياتك ... إنها الساعة التي يمكن أن يتحول فيها الألم إلى سعادة ومن ثم ثبات أو تتحول فيها السعادة إلى ألم أو يتحول فيها الرجل إلى ذئب عند اكتمال القمر كما صورتها السينما الأمريكية ..يقول الفيلسوف الفرنسي (من أسباب تعاسة المرء أن يجد الوقت الكافي لكي يسأل هل أنا شقي أم سعيد).. عندما تأملت هذه الجملة وجدت أنها صحيحة لكن ليس لنا نحن كمسلمين يريدون دوماً البحث عن السعادة ... لكننا بالتأكيد نحتاج جميعنا إلى هذا الوقت الكافي الذي تكلم عنه الفيلسوف لا لأن نقع فريسة الفكار المتلاطمة مثل أمواج البحر ثم تنتهي الأمواج عند الشاطيء ويعود الماء مرة أخرى وتعود الحياة كما هي .. نحن نحتاج هذا الوقت الكافي كساعة ذئب لنا لكي نحاسب أنفسنا .. لكي ننظر إلى سفينة حياتنا أين وصلت وإلى أين تتجه .. ننظر إلى موقعنا في الحياة إلى أين صار .. ننظر إلى أنفسنا في المرآة لكي نعرف إلي أي مدى كبرنا واي جهد تم بذله حتى تظهر هذه الشعيرات البيضاء في رؤوسنا ...نفتح رؤوسنا ونخرج أفكارنا الظاهرة والباطنة التي تاهت في دوامة الحياة..لا نريد لهذه الساعة أن تظهر عندما تصل أرواحنا إلى طريق مسدود من الاحباط والملل والتيه وإنما يجب أن تكون في أوقات الفرج والضيق..سبحان الله أن تجد أحدنا في قمة مجده وشهرته ونفوذه وأمواله ثم يقول أنا غير سعيد ..أو تجد إنساناً لا يجد غير لقيمات ويقول أنا لا اشعر بتعاسة ... قد يكون غير سعيد لكنه على القل غير تعيس.. بالفعل تبدو الدنيا لي في أحيان كثيرة مثل فتلة الخيط في الثوب الكبير فهي مهمة لتماسك الثوب ولكنها من غير الثوب لا تساوي شيئاً ..إن الثوب هو الرضا عن الله وعن قضاؤه والتفكير في الآخرة التي ستطبق علينا جميعاً بأسنانها شئنا أم أبينا ولكن نتمنى ألا تبتلعنا مثل الحوت الذي ابتلع نبي الله يونس وإنما تكون مثل القطة التي تضع صغارها في فمها خوفاً عليهم .. أتمنى أن توجد هذه الساعة في حياتنا دوماً ولا أتذكر هنا إلا حديثين أحدهما للرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال "والله ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم أصبعه في اليم فلينظر بم يرجع"والآخر حديث قدسي حيث قال الله تعالى يا بن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسدُّ فقرك ، وإلا تفعل ملأت يديك شغلا ولم أسد فقرك"