ــــــــ .. ـــــــــالإحبـاطكأى مواطن مصرى عادى مع كل سقطة يكتبها لنا التاريخ يشعر بحرقة الدم و الإحباط و يريد التنفيس عن غضبه بأى وسيلة كانت فهناك من يجد الكلام مع الغير ملاذًا و علاجًا .. و هناك من يكتب مثلى و لعل فى الكتابة شفاءً !!
إن التعادل مع زامبيا على أرضك جاء محبطًا لنا جميعًا ليس فقط لكونه تعادل على الأرض مع خصم ضعيف - أو هكذا إعتقدنا ذلك - و لكنه جاء ليفتح بابًا للشكوك حول إمكانية تأهل مصر لكأس العالم .. فالكل يقول فى نفسه أبطال أفريقيا 4 سنوات متتالية و مجموعة سهلة نسبيًا فليس هناك من الحجج ما يُقال .
و على أى حال لن نخوض فى أسباب فنية كثيفة لإننى و كما قلت فى موضوع لى تلى المباراة مباشرًة بإن المسئولية يتحملها الجميع بدايًة من الجهاز الفنى الذى يتحمل الجزء الأكبر ثم الاعبون ثم الإعلام ثم الجمهور .. فالسبب الرئيسى وراء تعادلنا أو خسارتنا هى إستهتارنا بالمنافس و دخولنا أرض الملعب فائزون و لم نلعب !!
و لن أستطيع أن أخوض كثيرًا فى التحليل فقط سأقتبس جملة الشيخ طه إسماعيل الذى قال أنه ليس هنالك سببًا للعب محمد بركات سوى أن شحاتة أراد أن يكون بركات فى الملعب و ليس لسبب فنى ، و أيضًا مقولة الجوهرى " سنتأهل لكأس العالم بشرط الإبتعاد عن 4-4-2 " .. لعله درسًا قاسيًا أتمنى أن يكون قد تعلمه الجهاز الفنى للمنتخب الذى نثق فيه و لكن هذا لن يمنعنا من نصيحته و توجيهه و إلا نكون مُقصرين .
ــــــــ .. ـــــــــقــارة الإستثناءات
قد يكون شيئًا غير مُلحوظًا للبعض هو أن قارة أفريقيا قارة لا تعترف بالثوابت فنحن فى قارة الإستثناءات .. و أقصد بهذه العبارة أنه فى أية قارة توجد ثوابت لا يستطع أحد أن يُغيرها بسهولة و لكن فى أفريقيا لا توجد ثوابت فقط إستثناءات .. فعندما تسمع كلمة ( أوروبا ) على سبيل المثال تتأكد من أن أسامى منتخبات معينة ستكون متواجدة فى كأس العالم .. بينما عندما تسمع كلمة ( أفريقيا ) فحتى و إن خمنت من الصعب أن تُصيب ففى عام 2006 تأهلت 4 منتخبات لأول مرة لكأس العالم !!
و من هذا المنطلق فعلينا جميعًا أن نعلم بإن خسارة أكثر من نقطتين فى المباراتين القادمتين ( الجزائر ثم رواندا ) قد تجعلنا فى موقف المشاهد بعد ذلك للمتأهل من نفس مجموعتنا لأننا كما قلت فى قـارة الإستثناءات .
ــــــــ .. ـــــــــ( الكيـان الواحد ) يا شحاته و ليس ( النجوم )و إن عدنا مرة أخرى لمباراة مصر و زامبيا فيجب أن نقول بإن حسن شحاته و لا أعلم لماذا . بعد أى إنجاز يترك منتخب الكيان الواحد و يذهب إلى منتخب النجوم .
و المقصود أنه و لسبب مجهول دائمًا حسن شحاته عندما يُحقق نجاحًا بمنتخب ذو ( كيان واحد ) منتخب لا يتمتع بإسماء كبيرة فى محتواه بقدر ما يتمتع بالكيان الواحد .. فتشعر و كأنك تشاهد روحًا واحدةً مُجسدة فى 11 لاعب .. هكذا كان منتخب الكيان الواحد فى 2006 و هكذا كان 2008 .. و لكنه دائمًا بعدها يلجئ إلى منتخب النجوم .. و لا ندرى لماذا ؟ فيبدأ بالإعتماد على النجوم - أو الذين يظنوا انفسهم نجوم - و يبدأ أيضًا بمحاولة الإنتقال لمرحلة أعمق و لكن الوقت مازال مُبكرًا لهذه المرحلة الأعمق فنبدأ بالهبوط .. فيمكنك أن تؤدى بأقصى قوة لديك على حالتك هذه و يمكنك أن تنخدع فى تقدير حجم قواك فتقع .
لقد تعثرنا فى بداية تصفيات كأس الأمم 2008 بعد إنجاز2006 و تعادلنا مع موريتانيا و بوتسوانا يشهد ، بينما تعثرنا فى تصفيات كأس العالم 2010 و خسارتنا من مالاوى هناك أيضًا تشهد . و لكن بعد ذلك أفاق منتخبنا و إستفاق من غيبوبته و عاد شحاته لمنتخب - الكيان الواحد - عندما وجد نفسه فى مأزق حقيقى .. هكذا فعل و هكذا سيفعل بإذن الله .
ــــــــ .. ـــــــــرد الفعـلقبل بداية مباراة زامبيا لن أكذب عليكم و لكنى كنت أنتظر أى نتيجة أخرى غير الفوز - فى أعماق عقلى الباطن على الأقل - لإننى كنت دائمًا أتذكر عندما كنت جالسًا بجانب الراديو أستمع لأهداف عبد الحليم على و أبو تريكة فى مرمى السودان عندما هزمناهم 3-0 فى إفتتاحية تصفيات كأس العالم 2006 فى السودان و أى نتيجة خارج أرضك أفضل من هذه بالنظر إلى الظروف ، و لكن بعد ذلك ماذا حدث ؟!
بالطبع ما حدث معلوم لدى الجميع .. و كنت أتصور - فى أعماق عقلى الباطن كما قلت - بإننى لن أنظر إلى نتيجة مباراة مصر و زامبيا بل إلى مستوى منتخبنا .. و عندما تعادلنا تفائلت فى البداية و بعد ذلك أتى لى التشاؤم مرغمًا .. بعدما فكرت فى الأداء المخزى لمنتخبنا و كيف ظهرنا بتلك الصورة السيئة فى الملعب .. و زادنى إحباطًا مشكلة ميدو و زكى .
ربما تكون تصريحات سمير زاهر بخصوص مشكلة زكى و ميدو أعجبتنى و لكن المشكلة نفسها تجعلنى أشعر بإن منتخب النجوم بدأت سلطاته تتزايد .. و ربما لن نحتاج البحث بعد ذلك فى اسباب خروجنا من هذه التصفيات إذا تذكرنا هذه الأخبار .. و على الرغم من إقتناعى التام بإن المشكلة يمكن أن تُحل و لكن كما قلت حتى و إن حُلت فما فى الأنفس فى الأنفس .. و هنا يأتى ذكاء المدربين و هنا سيظهر إن كان سيتبع شحاته مخطط ( الكيان الواحد ) أو ( النجوم ) فلننتظر و لنرى و لنتمنى .
فى النهاية أتذكر تصريح لأليكس فيرجسون مدرب مانشستر يونايتد بعد الخسارة من ليفربول 4-1 قال : " لقد كانت خسارة قاسية و لكننا ننتظر رد الفعل " .
و نحن أيضًا ننتظر رد الفعل .
[size=25]ــــــــ .. ـــــــــali hamdy sheta 
